انتهى اليوم المؤتمر الطبي الأول لجامعة مصر للعلوم و التكنولوجيا و عنوانه: المؤتمر الطبي الأول لطب الحالات الحرجة ... و قد تلقينا دعوة كريمة من خلال أحد السادة الأساتذة بالقسم للحضور ... و كان السفر شاقا فقط اليوم لوجود رياح خماسينية لم يمنعنا نشرة الأخبار عن تخطيها و الذهاب ... و لكن لنا الملاحظات الآتية:
1- التسجيل: سييء للغاية أربعة رجال قويي الملامح يقومون بنهر و زجر كل من تسول له نفسه بأي طلب غير متوقع مثل: "أنا إسمي مش موجود" - و الحقيقة أنه في التسجيل لمثل هذه المؤتمرات يوجد احتمال من ثلاثة:
1- انت مشترك اسمك و اسمك موجود - مفيش مشكلة
2- انت مشترك و اسمك غير موجود - مشكلة جامدة حصلت أمامي لأحد منسوبي هيئة الشرطة
3- انت مشترك و اسمك فيه خطأ - ده حصل لي شخصيا و بعد جهاد للفت انتباه أحدهم بعد أن أشار لي أن أذهب لزميله في الطرف الآخر "للمائدة" و قال لي الباشاالذي له السيطرة على الموقف: روح العلاقات العامة (في مقر الجامعة يقصد لأنه لا يوجد أي يافطة أو ما يدل على هذا المشوار) و و الله أحد السادة الحضور خلفي رد فورا "هو جاي يطلع شهادة ميلاد" مش حتصلحوا له اسمه قولوا له يروح - و هنا تدخل أحد المدرسين المساعدين بالجامعة و الذي أتى برفقة أحدهم من الذين لديهم مشكلة مماثلة و رد مش مهم احنا اللي حنعمل الشهادات و كل حاجة اتفضل و كل حاجة حتتصلح في الإستراحة (بعد 4 ساعات حسب الدليل) و أثناء المحاضرات أحد الزملاء الأفاضل تكلم مع أحد المنظمين و الحقيقة أنهم كانوا دمثي الخلق و أنهى القصة بأن أعطاهم تعليمات بقبول تصليح الإسم و انتهت قصتي عند هذا الحد.
4- انت غير مشترك و اسمك بالتالي غير موجود: نسيب ده علشان مبقاش بتفلسف و الواقع ان هذا المؤتمر المفروض أنه يكون له أهداف أبعد من فكرة مؤتمر علمي فقط خصوصا لجامعة خاصة - و لن أتكلم ابدا في فنون العلاقات العامة و الإعلان. على أي حال هذا اإحتمال محصلش لي على الأقل.
على أي حال علشان أكون ايضا محق و حيادي فإنني قبل عودتي آخر المؤتمر طلبت من نفس الشخص المسجل مجرد طلب لأحد أساتذتي في غير محله في الواقع و هو ليس بحق لي و كان رده و أسلوبه شديدا في قلة الذوق و لأني غير محق تقبلت الأمر في هدوء و شكرته على لا شيء.
2- الحضور: العدد أقدره ب 150 شخص على الأقصى في اليوم الأول و خمسين في الثاني بالرغم من سماعنا لعدد أكبر في تقديرهم و تشددهم في إجراءات التسجيل !!!
3- المحتوى العلمي:
- عموما: المحتوى جيد تحت مستوى القاهرة المعهود - المؤتمر غير متخصص كمؤتمر كليتنا الذي ذكرناه من قبل - 95% من التمثيل لأصحاب الشعر الأبيض مع كل إعزازنا و تقديرنا و إحترامنا و هذا ليس عيب و إنما هم قاموا بأكثر من الواجب و السؤال للجيل ذو الشعر الأسود: انتم رحتم فين؟ و أين البحث العلمي ، من حق الجيل الأكبر أن يحاضر في مواضيع عامة ، و من حقكم أن تمثلوا البحث العلمي و تفتحوا الباب لإحتمالات أكبر و تعصفوا بالأذهان.
- حدثت بعض الأخطاء في المحتوى العلمي بسبب الطبيعة غير المتخصصة للمؤتمر و تباين اختصاص الحاضرين ، و للأسف بعض تعليقات المنصة أو الحاضرين كانت خاطئة ايضا و كان الحوار فقط بين أبناء نفس الكلية بنسبة 98%.
- العروض التقديمية: طويلة جدا لا تراعي الأساليب القياسية في محاضرة الكبار و أهمها انتقاء ما يناسب طبيعة الجمهور و عددالسطور ووضوحها و عدم إعطاء ظهرك للجمهور و القراءة من الشاشة ناهيك عن ترك مساعد يقلب لك الشرائح أو يشغل لك الجهاز و بالرغم من أن هذه الجامعة خاصة و من المفترض أن بها امكانات فإن المحاضرين لم يستخدموا تكنولوجيا أدوات العرض.
- تعليق خارج واحد من احد الأساتذة الحضور و المنتسبين له دلالة جنسيةخارجة.
4- تأخرت الإستراحة في اليوم الأول لقرب العصر بالرغم من بكرة ذهاب الناس و طبيعة الجو الحار و تتالي المحاضرات في قاعة واحدة و فعلا مكناش حنمشي لو قدموها على الظهر بس يمكن ده رأي شخصي!
5- العنوان الإنجليزي غير مناسب للعربي و هو
The First National Conference In Critical Care Medicine
و الحقيقة أن هذا خطأ واضح لسبوق مؤتمرات أخرى مثل جامعة الإسكندرية مثلا. و يجدر بالذكر أنه في الإفتتاح ذكرت معلومة غير صحيحة أن الجامعات المصرية الحكومية لا تدعم ماديا ذهاب الباحثين للمؤتمرات الدولية بعكس مبادرتهم و هذا غير صحيح فجامعتي تفعل هذا منذ زمن و كذلك عكس ما قال بأنهم لهم السبق في إعطاء مكافئات على النشر الدولي و هذا حدث من قبل في جامعات طنطا و الإسكندرية على الأقل و لهذا وجب الإستدراك.
على أي حال يهمنا أن نؤكد على غياب البحث العلمي بالرغم من تكلمهم عن ستة أبحاث لمدرسين مساعدين و لكن لا ظهور لها و لا ندري لماذا؟؟ و هذه ليست مشكلتهم وحدهم و يلازم هذا الغياب انحسار دور الأجيال الصغيرة و الوحيدة القادرة على البحث العلمي و متطلباته الشاقة الباهظة و هذا يضعفهم أكثر فأكثر و يكسبهم ضعف الشخصية و ضعف الثقة بالنفس.
في النهاية كان يجب أن يكون التمثيل الأكبر للطلبة و النواب لأنهم فعلا هدف مناسب لطبيعة المحاضرات التدريسية و للأسف ده واقع المفهوم المحلي للمؤتمرات.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق